مخاطر وأضرار الهجرة غير الشرعية: اليمن والقرن الأفريقي نموذجاً
- محفوظ البعيثي

- Sep 30
- 2 min read
بقلم محفوظ البعيثي

تستمر الهجرة غير الشرعية من منطقة القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، إلى اليمن في الارتفاع عامًا بعد آخر، ما يزيد من معاناة البلاد التي تعاني منذ عام 2015 من حرب أهلية مستمرة وأوضاع اقتصادية وإنسانية متدهورة.
الهجرة غير الشرعية وأمن اليمن
تشكل الهجرة غير النظامية تهديدًا كبيرًا للأمن اليمني الهش، إذ يستغل تنظيم القاعدة وبعض الجماعات الإرهابية وجود المهاجرين لاستقطابهم للقتال ضمن صفوفها، إضافة إلى تفشي الجريمة، والاتجار بالمخدرات، والضغط على سوق العمل المحلي، حيث يعمل المهاجرون بأجور زهيدة تؤثر على العمالة اليمنية.
تقرير منظمة الهجرة الدولية أشار إلى أن ديسمبر 2024 سجل أعلى معدل هجرة غير شرعية منذ خمس سنوات، مع وصول حوالي 20 ألف مهاجر من القرن الأفريقي إلى اليمن خلال الشهر نفسه.
مخاطر الرحلة على المهاجرين
المهاجرون غير النظاميين يواجهون مخاطر جسيمة خلال رحلتهم، بما في ذلك الغرق في البحر بسبب قوارب التهريب المزدحمة وغير الآمنة. خلال العقدين الماضيين، توفي نحو 1700 مهاجر في البحر الأحمر وخليج عدن، وفقًا لتقارير السلطات اليمنية والأمم المتحدة.
أحدث الحوادث الموثقة تشمل غرق قارب بالقرب من باب المندب في مطلع 2015، أدى إلى وفاة 20 من أصل 35 مهاجرًا إثيوبيًا، كما شهد يوليو الماضي انقلاب قارب آخر أسفر عن مقتل وفقدان عشرات المهاجرين في مياه محافظة أبين.
طرق ومسارات الهجرة
ينطلق معظم المهاجرين من إثيوبيا مرورًا بجيبوتي أو بوساسو في الصومال، قبل نقلهم عبر البحر الأحمر إلى السواحل اليمنية على متن قوارب مهترئة غالبًا ما تحمل أكثر من 200 مهاجر يوميًا. اليمن تمثل لهم فرصة عمل في المجالات الزراعية والتجارية والتنموية، أو كمرتزقة لأغراض مالية أو سياسية، كما تُعد نقطة عبور رئيسية إلى السعودية ودول الخليج بسبب قربها الجغرافي.
العوامل الدافعة للهجرة
دراسة جامعة سرت الليبية أشارت إلى أن الأسباب السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية هي المحرك الرئيسي للهجرة غير النظامية من القرن الأفريقي. تفتقر هذه الدول إلى فرص عمل وتنمية حقيقية، مما يدفع الشباب والفتيات إلى البحث عن حياة أفضل في الخارج.
دور عصابات التهريب
تستغل عصابات التهريب هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمهاجرين، محولة التهريب إلى تجارة سنوية تدر أكثر من 30 مليون دولار، وفقًا لتقارير دولية. القوارب المزدحمة، وغياب أي إجراءات سلامة، يجعل الرحلة محفوفة بالمخاطر، بما في ذلك الهجمات العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن، والجوع والعطش، وتحميل القوارب فوق طاقتها.
معاناة المهاجرين بعد الوصول
حتى بعد الوصول إلى اليمن، يواجه المهاجرون اعتقالًا وسوء معاملة، وتتعرض النساء لمخاطر الاغتصاب والاستغلال الجنسي. المهاجرون ضحايا مزدوجون: فإلى جانب عصابات التهريب، تتحمل الدول المصدرة مسؤولية معاناتهم بسبب فشل سياسات التنمية المحلية والاقتصاديات غير القادرة على تأمين حياة كريمة لهم ولأسرهم.
الحلول المقترحة
تشير الدراسات والتوصيات اليمنية والدولية إلى أن مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية تتطلب:
إرادة سياسية حقيقية في دول المصدر لمعالجة الأسباب الجذرية.
زيادة الوعي بمخاطر الهجرة غير النظامية.
توفير فرص عمل وتنمية الموارد المحلية.
فتح بدائل للهجرة القانونية والشرعية.
تعزيز التعاون الدولي لتقديم برامج تدريبية، وملاحقة المهربين قضائيًا، ودعم الدول المتضررة، مثل اليمن، ماليًا وتقنيًا.
الخلاصة
الهجرة غير الشرعية من القرن الأفريقي إلى اليمن تمثل تحديًا أمنيًا واقتصاديًا وإنسانيًا. دون معالجة الأسباب الجذرية، ستظل هذه الظاهرة مستمرة، مع استمرار معاناة المهاجرين وارتفاع المخاطر على اليمن.
محفوظ البعيثي – صحفي من اليمن
الآراء الواردة في هذا المقال تعكس وجهة نظر الكاتب فقط ولا تمثل آراء نيسابا ميديا.





Comments